عربية ودولية

«الجزيرة» تحرض على الفتنة الطائفية علنا

يمنات – العرب اونلاين

قناة الجزيرة لا تعبأ بقيم الاخبار  وحساسية الشعوب عبر الترويج لمسميات طائفية مباشرة والتحريض عليها في برامجها الحوارية والاخبارية.

في تصفح سريع لموقع «الجزيرة نت» على الأنترنت، وفي قسم برامج القناة أكثر ما يشد انتباهك الأسئلة بجانب «لوغو» برنامج «الاتجاه المعاكس». فتحت عنوان «الثورة السورية تشعل الصراع المذهبي في المنطقة « طرح القائمون على البرنامج ما يلي «أليست إيران وحزب الله مسؤولين عن تحويل الثورة السورية إلى صراع شيعي سني؟ ألم يكن الهدف من غزو المليشيات الشيعية لسوريا إشعال المنطقة مذهبياً؟ أم إن الجهاديين موجودون في سوريا منذ زمن؟» لكنهم سرعان ما استدركوا « أليس التعقل مطلوباً من الطرفين»؟

وتحت عنوان «هل يريد حزب الله أن يحرق لبنان؟ طرحت هذه الأسئلة «ألم يصبح حزب الله خنجرا مسموما في خاصرة الشعبين اللبناني والسوري؟ ألم يضع حسن نصر الله لبنان على فوهة بركان؟ أم إن لبنان نجح في النأي بنفسه؟ أليس حزب الله أكبر الداعمين للاستقرار؟ هل كان لحزب الله أصلا أن يغزو سوريا لولا أن لديه ضوءا أخضر من إسرائيل وأميركا؟ هل حماية ظهر المقاومة في سوريا تكون بحرق الوطن الأم لبنان وإدخاله في أتون الحرب»؟

وفي حلقات سابقة، جاء تحت سؤال كبير «هل الشرق الأوسط على شفير حرب مذهبية كبرى؟ ما يلي «ألا يتجه الشرق الأوسط إلى حرب مذهبية كبرى جراء تدخل العراق وإيران وحزب الله في سوريا؟ ألا يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفتيت المنطقة؟ أم إن الكل يتدخل؟ أليس الجميع متورطين في هذه اللعبة الجهنمية؟ ألم يأتِ تورط إيران وعملائها في الصراع السوري بمباركة إسرائيلية لإحراق المنطقة؟ ألم يقف قطاع كبير من المسلمين ضد حزب الله وهو يقاتل إسرائيل»؟

أما «تدخل حزب الله في سوريا»، وهو عنوان لحلقة أحرى طرحت أيضا هذه الأسئلة «ماذا يفعل حزب الله في سوريا؟ هل يريدها حزب الله حرباً طائفية في المنطقة تحرق الأخضر واليابس؟ كيف يتشدق الحزب بالدفاع عن الفلسطينيين بينما يذبح السوريين؟ أم إنه حزب مقاوم؟ أليس من حقه أن يساعد حلفاءه؟ ألا يخجل من نفسه وهو يدعي محاربة التكفيريين في سوريا؟ ألا يقدم حسن نصر الله أكبر خدمة للصهاينة بفتح جبهة مذهبية خطيرة مع أكثر من مليار مسلم»؟

إضافة على كل هذه الأسئلة المذهبية البغيضة تمعن الجزيرة في صب الزيت على النار وتسألنا «لاستطلاع آراء» المشاهدين -تحضيرا لحلقة من «الاتجاه المعاكس» لفيصل القاسم- «من المسؤول عن تحويل الثورة السورية إلى صراع شيعي سني؟».

ولكي تؤكّد رغبتها في فضح المحرّض، تقترح للإجابة عن السؤال المحير، احتمالين لا ثالث لهما: 1ــ الشيعة، 2 ــ السنة. فمن يا ترى يكون؟ لكن لحظة، أليست «الجزيرة» نفسها مسؤولة»؟

المتأمل في الأسئلة يجدها موجّهة بشكل مريب، خاصة وأن البرنامج أصبح مسؤولا عن « ترويج الفتنة والتحريض».

ألم تتبنّ القناة سياسة تحريريّة مليئة عبارات طائفية تحريضيّة لم تتردد في تقسيم الناس وفق مذاهبهم، هذا «علوي» وذاك «سنّي»؟

لقد بات الشرخ المذهبي بديهياً إلى درجة لم تعد معها «الجزيرة»، أضخم قناة إخبارية عربيّة، تتردّد في طرحه علنا خاصة في برنامج «الرأي والرأي المخالف».

أليس فيصل القاسم -منشط البرنامج- أبدع في تحويل البرنامج إلى «أكشن» مذهبي؟

وتتبنّى الأسئلة ومواضيع الحلقات -وفق خبراء- ضمنياً فرضيّة أنّ ما تشهده سوريا الآن، ليس بثورة، ولا بربيع، ولا بحرب أهليّة، ولا بمؤامرة، إنّه «صراع سنّي شيعي».

فبعد سنتين لم توفّر فيهما القناة القطريّة، لا شاهد عيان ولا فيديو ولا أخبار، لإثبات دعمها لـ»ثورة الشعب السوري ضدّ آلة القتل» وإقناع العالم أن ما تشهده سوريا «ربيع»، حسمت أمرها –أخيرا- أن ما تشهده سوريا حرب طائفية سنية شيعية.

ويقول مراقبون إن «الاتجاه المعاكس» هو أحد أهم برامج «قناة الجزيرة الفضائية»، ترغب من ورائه في تحقيق الهدف الأعظم لتلك المؤسسة الإعلامية والمتمثل في إعادة صياغة عقل المواطن العربي ليصبح «عقلا إقصائيا، متعصبا، ومنغلقا، وعنيفا»، كمقدمة لوضع عربي نرى الآن ملامحه البارزة تتشكل في أكثر من بلد تحت عنوان الغلو، والتطرف، ورفض الآخر، وانتهاج أسلوب القوة لفرض الإرادة على الآخرين..!!

ورغم سقطات «الجزيرة» الأخلاقيّة خلال العامين الماضيين وانحيازها المفضوح للإسلاميين وترويج أجنداتهم؟، فقد حافظت القناة على «مكر إعلامي»، مارسته باحتراف لكنه بات مكشوفا في الآونة الأخيرة ولم يعد ينطلي على الكثيرين.

لكن السؤال الذي يتردد بقوة «لصالح من تلعب الجزيرة بكل هذه القذارة؟»

زر الذهاب إلى الأعلى